تجربتي مع التدوين: كيف قادتني أول مدونة بسيطة إلى مسار مختلف تماما

تجربتي مع التدوين: كيف قادتني أول مدونة بسيطة إلى مسار مختلف تماما

هذه ربما ثالث أو رابع مدونة لي وجميعها إنتهى بها الحال إلى العدم.. لم يعد لها وجود على الأنترنت بإستثناء بعض المقالات التي سُرقت ونُشرت في مدونات أخرى.

أول مدونة لي

مدونة جنة بوست 2019

أول مدونة لي كانت مدونة جنّة بوست، هي بداية عملي على الأنترنت فقد بدأتها وأنا ألتمس منها الربح المادي فقط ، و لذلك ربما لم أستطع أن أستمر فيها طويلا. الربح المادي من المدونات خاصة العربية منها يحتاج نفسا طويلا وصبرا وخبرة ورؤية.. وكل تلك الأمور كانت تنقصني. خاصة أنني كنت أعتمد على نموذج إعلانات أدسنس. بعدها جربت نموذج التسويق بالعمولة ولكن الأمر لم يسر بالشكل الذي خططت له وإنتهى بها الحال إلى العدم، بعد أن أهملتها ونسيت تجديد إسم النطاق والإستضافة لفترة قاربت الخمسة أشهر. ما يُقارب التسعين مقالا سُرق بعضها وربما سأنشر البعض الٱخر هنا.. لكن حتى أكون صادقا إن أكثر من نصفها لا يستحق النشر!
حصلت على أول تدريب مهني لي بسبب تلك المدونة وأول عمل لي وأول عمل حر. كل ذلك كان بسبب تلك المدونة البسيطة.

لذلك فأنا أشعر بالندم كلما تذكرت أنني أهملتها.
في أول مقابلة توظيف لي أبدى المدير إعجابه بمدونتي وحصلت حينها على أول تدريب مهني. ثم أول وظيفة بدوام كامل وأول عمل حر جميعها للمدونة يد فيها.. كانت الغاية في البداية هي الربح المادي عن طريق الإعلانات أو غيرها من السبل ، لكن الأمر أخذ منحى آخر. فلقد كسبت من خلالها أشياء أخرى ..
نحن لا ندري إلى أين سنصل حينما نبدأ شيئا جديدا، ربما نتخيل بعض الأشياء ونخطط لأخرى ونضع أهدافا ولكن الطريق يأخذنا إلى مكان مختلف ، قد يكون أفضل و أجمل من المكان الذي أردنا الوصول إليه في البداية..

كان هناك خيبات أمل

تزامن إطلاقي للمدونة وبدايتي العمل عليها مع مشروع تخرجي.. كنت حديث العهد بالمشاريع ولم أكن مستعدا بعد لأوزّع وقتي وإهتمامي بين مشروع المدونة ومشروع التخرج فأهملت الأخير.. كنت طوال اليوم إما أكتب أو أقرأ كتابا لأكتب عنه في المدونة أو أحسّن من مظهر المدونة، وأقوم بتهيئة محركات البحث، وإدارة وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة ونسيت أن ورائي مشروع تخرج! كنت أركض لأصل للنتائج المرغوبة.
في جوان أو جويلية من سنة 2019 كان موعد تقديم مشروع التخرج، المشروع الذي لم أكمل فيه سوى القليل حينها! فتأجّل..
شعرت بخيبة أمل بعد أن بدى لي أنني فشلت في الإثنين معا.. فلا أنا تخرجت ولا حققت النتائج المتوقعة من المدونة. وندمت أنني إنشغلت بالمدونة على حساب مشروع تخرجي.. فلو ركزت على دراستي على الأقل كنت قد تخرجت مثل زملائي الذين ينشىرون الصور هنا وهناك إحتفالا بتخرجهم.. لم أكن أعلم ماخُبّئ لي وإلا لسُعدت بذلك.. فمن كان يعلم أن تلك العثرة ستكون سببا في الكثير من النعم !

الحركة تولّد الفرص

تعلمت بعد كل هذا أن حركة واحدة في سعينا في هذه الحياة قد تُحرك أحجار الدومينو فتتساقط الواحدة تلو الأخرى.. كل حركة في عجلة الحياة تقود إلى أخرى إلى ما لا نهاية.. هكذا تسير الأمور عادة لابد من حركة لا بد من بداية يتغير بعدها كل شيء.. يتغير ببطئ ربما، لكنه لا يبقى الأمر على حاله أبدا.. هي سلسلة مترابطة في الحقيقة.. حينما تلتفت للوراء تجد أنه في لحظة ما لو لم تقرر أن تبدأ لما وصلت هنا أبدا..

“لا يمكنك ربط النقاط بالنظر إلى الأمام ، يمكنك فقط ربطها بالنظر للخلف. لذلك عليك أن تثق في أن النقاط ستتواصل بطريقة ما في مستقبلك.”

– ستيف جوبز

مدونة وبسايتي

مدونة وبسايتي 2021

بعد ذلك بعامين أطلقت مدونة أخرى أسميتها وبسايتي، هذه المرة قررت أن أتلافى الأخطاء السابقة وأنشئ مدونة تكُون بذرة لمشروع أكبر. حيث كنت أعرف مسبقا أن الأمر قد يطول وأن النموذج الأفضل من أدسنس هو التسويق بالعمولة. كان مجال هذه المدونة قريب من مجالي عن إنشاء المواقع والمتاجر الإلكترونية حيث أردت هنا أن أستهدف أولائك الراغبين في إطلاق مشاريعهم على الأنترنت. نعم هذه المرة بدأت بإستراتيجية واضحة. قررت في هذه المدونة أن أوظف مستقلين للكتابة فيها وأوفر مجهودي لعملي كمطور ويب مستقل. فالكتابة تأخذ وقتا لم أكن أملكه لذا إشتريت وقت الآخرين. كنت أبتغي أن تكون هذه المدونة هي النواة للتسويق للخدمات التي أقدمها وفي الوقت ذاته نكسب من خلال التسويق بالعمولة للإستضافات ومنصات إنشاء المواقع والمتاجر الإلكترونية. بعدها ولسبب ما قررت أن أنقل كل مقالاتها إلى مدونة الشركة. وانتهت التجربة..

تخلل ذلك تجارب أخرى قصيرة. هذا الموقع الشخصي رقم 4 لي وفي كل منها مدونة لم أكتب فيها سوى تدوينة أو إثنين على الأكثر.

لأجل ذلك كله جعلت هذه المدونة بهذه البساطة التي هي عليه الآن. فالأوْلى من تضييع الكثير من الوقت في التصميم وإخراجها بأفضل مظهر ممكن هو أن أكتب وإنتهى الأمر.
ولأنني أُفضّل إستثمار الوقت في أشياء أكثر جدوى.. فربما يكون مصيرها مثل سابقيها من المدونات التي أنشأتها.. إلى العدم.. أو ربما بداية مختلفة كهذه تقودنا إلى مصير مختلف، من يعلم…
السبب الآخر هو أنني أُفضل التبسيط. فبعد أن أرهقني مرض المثالية صرت أميل إلى البساطة في كل الشيء. فالأهم من جعل العمل مثالي هو أن نقوم بتنفيذه! وسنرى كيف ستسير الأمور.. سنرى إلى أين سيأخذنا هذا الطريق مرة أخرى..

مرحبا بك في مدونتي الجديدة.

حقوق الصورة البارزة: Photo by Keenan Beasley on Unsplash

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *